شذرات من حياة الجّرتومة فالمدرسة 1

واش على غلاف أ وساد؟

باقي كنعقل فلبتيدائي كان واحد الساط كايقرا معانا ساكن فلكريان كنا كنعيطو ليه الجرثومة كانت مقودا عليه ديال بصح شكالا و مضمونا. وديك الساعة كانت لبدية ديال لعام قال لينا المعلم السي كمال اللينعل طبونمو جيبو دفتار ديال ميتين وغلاف حمر. الجرثومة حيت مقودا عليه مشا جمع دفاتر ديال خوتو لقدام وشي دفاتر من عند الجيران وقطع منهم لوراق اللي مامكتوبينش وعطاهم لمو خيطاتهم ليه بلبرا ولخيط وقادات ليه دفتار.ولغلاف ضبر على واحد فلكحل ولصقو ليه. مني جينا نقراو،السي كمال اللينعل طبونمو ناض كيقلب لينا الدفاتر واحد واحد تا وصل عند الجرثومة هو يلقاه حاط دفتار داير ليه النقاب،مغلفو بلكحل،هز السي كمال اللينعل طبونمو داك الدفتار وبدا كايتعجب فيه وكايضحك واحد الضحكة عامرا بالسادية، هو يسولنا كاملين أشمن لون ديال الغلاف قلت ليكم؟ أَ أَ؟ جاوبنا بصوت واحد بحال شي روبووات "غلافٌ أحمرٌ يا معلمي" هو يعاود يسولنا وشنو اللون ديال هاد الدفتار لي فيدي؟؟ جاوبنا عاود "أسود يا معلمي" وأنا قلت ليكم جيبو غلاف أسود؟ حنا عاود "لا يا معلمي".هو يقول للجرثومة سمعتي ليماك قلت ليكم غلاف أحمر ماشي كحل.وحنا كنضحكو مفاهمين تا قلوا والجرثومة مسكين ساكت كايقفقف و راسو كيشوف فالطاويلة وكيتسنا غا الدقة فوقاش وداكشي نيت لي طرا خبط ليه ولد لقحبى داك دفتار معا راسو هو يتقطع وبقاو شي وراق شادهم لخيط لي خيطات بيه ماين الجرثومة الدفتار. هو يقوليه ويلي ويلي نتا مخيط الدفتار وبدا كيقول شي نكت على الخياطة ضحكاتنا ديك لوقت غا حيت قالها السي كمال اللينعلطبونمو. مهم نوض الجرثومة صمك ليه يديه مزيان بالتيو لحمر وقاليه على هادشي غاتوقف على رجلك قدام الصبورة و وجهك يشوف فيها.وبقا الجرثومة هاكا هادشي بطبيعة لحال  بعد مضحكنا فيه بسباب لوسخ ومني ضحكنا فيه لموعليم كيف بغا.

بسباب كاد أن يكون رسولا الجرثومة ولا مقصي و مهمش داخل أسوار المدرسة من بعد ما كان مهمش و مقصي اجتماعيا خارج أسوارها هو وفاميلتو و المستضعفين لي بحالو.ولا مركز السخرية والطلعة وتا حد مكيبغي يلعب معاه ولا يكلس حداه فالطاويلة الا يلا كان جرثومة بحالو. هاد الصباح تلاقيت وغي بالصدفة فسويقا بلجرثومة حاط طبلة فيها ليزيات و شي كارطات د ارونج و تيصالات واينوي وكوابل على قد الجهد كايبيع ويشري فيهم.سلمت عليه و أول حاجة ضربت عليها هيا تخاسر لي فوجهو و عنقو وهبطت عيني شويا بان لي لوشام دلحبس مزوق يدو ولخطوط غا مشايرا فدراعو. ريحت معاه شويا ودينا وجبنا فلهضرا،الدري خرج من التامنة وضرب لبيبي و خارج داخل من لحبس تا طاب وعيا ودار هاد الطبيلة عالله وعاسا يجمع بيها راسو كيف قال.

مني تفارقنا و أنا كنفكر فالجرثومة و فالواليدا ديالو وكنفكر كيفاش تحداو بجوج الفقر باش يصاوبو دفتار يقرا  بيه هو. كنتخيل كيفاش مو كانت كتخيط بكل حنان وحب وفرح الدفتار ديال ولدها الصغير لي معندها جهد باش تشريه ليه وكننتخيل كيفاش هو كان كايستف ليها فلوراق ويمد ليها تخيط هاكي هاد لورقا باقيا مزيانا لا هادي مقطعة بلاش هادي تصلاح هادي اللاّ..وكنشوف كيفاش الجيران فلبرارك لي حداهم عطاوه دفاترهم لقدام باش يتعاونو معاه.وتخيلت كيفاش غتكون الابتسامة على وجه مو مني سالات الخياطة ديال الدفتار وكيفاش غيكون فرح هو وحس بلي تاهو عندو دفتار بحالنا وباغي غا وقتاش يوصل غدا يوريه لينا وي ورينا شنو صنعات مو..وتاهو مغاديش يحس بداك النقص. وفاللخر وفبلاصت ما السي كمال ولد لقحبى يحني راسو للجرثومة احتراماً وتقديراً ليه وفبلاصت مايكرمو وينوضو للصبورة ويصنع منو بطل متميز قدامنا قدر يتجاوز صعوبة من صعوبات الحياة لي كيعيش وبتاكر هو ومو طريقة باش يصابو دفتار من والو وبأقل تكلفة.. وفبلاصت مايطلب منا نصفقو عليه ناض ولد لقحبى ضحك عليه وضحّكنا فيه وسلخو و عدبو بديك العقوبة دهز رجل وشبع فيه سبان.معرفتش كيفاش غيكون لجرتومة تعامل مع مو داك نهار واش غيكون لامها هيا وحس بلي ضحكات عليه وقولباتو بداك تلقام لوراق؟ هادشي كيخليك طرح بزاف ديال الأسئلة بحال كيفاش بغيتي هاد الجرثومة يعيش إنسان سوي وسط الموجتاماع؟ وشنو كتسنا من كاع الجراثيم لي بحالو ولي كايتعرضو لهاد الإقصاء يكونو فالمستقبل! من غير قنابل مشحونة بالحقد والكراهية لراسهم و للمجتمع و النظام وللوجود بكرو. أنا مزال مبغاتش تفهم ليا علاش شي معلمين و أساتذة كايحكْرُّو بهاد الشكل على اللون ديال الغلاف د الدفتر و على الحجم ديالو بحال يلا الغاية ديال الدفتار كاينا فلون لغلاف ماشي فلوراق! ومفهمتش علاش هاد لمراض يلا شي حد ماجابش نفس اللون و الحجم لي طلبو منهم كايبداو يخويو فيه كاع دوك العقد لي جامعين وكاع دوك المشاكل لي عندهم وكايبداو يسلخو فداك الطفل ويسبوه ويديرو عليه النكت بلا مايراعيو للضروف  ديالو وبلا مايفكرو غا شويا ويسولو على الحالة الإجتماعية ديال هادا لي خيط دفتار واخا را باينا لعمى واحد جايب دفتار ملقمو من دفتار خرين ومخيطو را مدارها الا ورا معندوش باش يشريه. الدرس لي فهمنا و العبرة لي خدينا من الجرتومة هو عمرك تبدع وعمرك ما تفكر تزيد شي حاجة من راسك باش ماتوليش ضحكة وتاكل شي قتلة ربانية،يمكن الذاكرة ديالنا واخا كبرنا باقيا محتافضة بهاد العبرة داكشي لاش عمرنا نحاولو نديرو شي حاجة فخدمتنا من غير داكشي لي مطلوب منا بالحرف. 

 مع لوقت ومني كايخرج واحد بحال الجرتومة شفار ولا بزناز ولا عندو شي سلوك ضد قوانين وأخلاق المجتمع كايبداو يغوتو هاد رجال ونساء التعليم نيت وا علامات الساعة وا زمان السيبة هدا..زمان طبونمك! هادو العلاملات ديالك نتا لي مدرتيش الدور ديالك كمربي و معلم وموتقاف مني كان كيقرا عندك،هادشي نتا لي زرعتيه فيه فلوقت لي كان الدور ديالك هو اصلاح ما أفسد المجتمع في الجرثومة زدتي نتا رسختيه فيه كتر.. اه را ماشي بوحدك أسي كمال لي كتحمل المسؤولية ولكن نتا كتاخد الجزء الكبير حيت نتا لموتقاف لواعي لي كانت عندو لفورصة يعتقو ويحاول غا يراعي لضوروفو ويعطيه معاملة خاصة واحد شويا..ولا ازبي كون غا مكنتيش كتسوق ليه حسن.

رحمو الجرتومات أولاد لقحاب شوفو فيهم بعين الرحمة شويا وعطيوهم فرصة وحاولو تفهموهم را كايديرو كتر من جهدهم ولكن نتوما مكتشوفوش داك المجهود وكاضربوه ليهم فزيرو.